متابعات * ملفات * تحقيقات * شؤون عالمية * رياضة * مقالات * حوارات * كاريكاتير

Share on Google+



عدد الأسبوع



ملفات ساخنة

طائرة تجسس صامتة بدون طيار

هذه الدول تنشر التشيّع في الجزائر !

هل خطّط بومدين لاغتيال ملك المغرب؟



استفتاء

ßíÝ ÊÞíøã äÊÇÆÌ ÇáÑÈíÚ ÇáÚÑÈí¿

Ü ÏãøÑ ÚÏÉ ÈáÏÇä ÚÑÈíÉ

Ü ÍÞÞ äÊÇÆÌ ÑÇÆÚÉ

Ü äÊÇÆÌå ÊäÞÓã Åáì ÓáÈíÉ æÃÎÑì ÅíÌÇÈíÉ



هكذا زعزعت أمريكا الصف العربي

هكذا زعزعت أمريكا الصف العربي

ترامب: "ذهبت للخليج جلبتُ أموالًا.. وحاصرنا قطر"هكذا زعزعت أمريكا الصف العربي
ليس من المعتاد أن تحظى كل لقاءات الملوك والرؤساء بصخبٍ يتجاوز أيام انعقادها، إذ لا يخلو يومٌ من رؤساء يجيئون ويذهبون، وزعماء يلتقون زعماء، فيلقون الخطب الرنانة، ويلتقطون الصور التذكارية، ثم يعودون إلى ديارهم وكأن شيئًا لم يكن، وتلك هي أمارات السلطة ومراسم السياسة في كثيرٍ من الأحوال.وحدها لقاءاتٌ قليلة هي تلك التي تتجاوز رتابة العادة إلى حيوية الفعل والتأثير، تقع على مفصل من مفاصل التاريخ، فتجعل ما بعدها يختلف اختلافًا جذريًّا عما قبلها، وتشكل قمة الرياض التي انعقدت في منتصف ماي الماضي، وجمعت الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع العشرات من زعماء الدول الإسلامية مثاًلا بارزًا علي تلك اللقاءات التي أريد لها أن تكون تاريخية حقًا.لم يُنظر في البداية إلى زيارة ترامب للمنطقة بالكثير من الجدية، جاء الرجل إلى بلاد النفط ليجدد الشعارات الأمريكية القديمة عن العداء لإيران ومكافحة الإرهاب، ومُنحَ لقاء ذلك مئات المليارات، كان هذا هو الظن الغالب حتى صباح يوم الخامس من جوان، حينما استيقظت منطقة الشرق الأوسط على وقع زلزال سياسي هز المنطقة والعالم بأسره.فجر ذلك اليوم، قررت ثلاث من دول الخليج – السعودية والإمارات والبحرين، متبوعة بمصر- أن تقطع علاقتها مع دولة قطر، وتفرض حولها حصارًا بريًّا وبحريًّا وجويًّا، وهو ما جعل أصابع الاتهام تتوجه إلى ترامب وزيارته، باعتبار أن خطوة صارمة كتلك ضد أحد أهم حلفاء واشنطن لم تكن لتتخذ دون ضوء أخضر أمريكي.
«هستيريا» ترامب تدعم محور الرياض- أبو ظبي"ذهبت إلى السعودية، كانت رحلة تاريخية وملحمية، لقد قلت لهم ببساطة: لا يمكن لكم أن تستمروا في تمويل الإرهاب، وقد أخذ ملك السعودية – وهو حقًا رجل مميز للغاية – كلامي بجدية تامة، وها هم الآن يقاتلون دولًا أخرى كانت تمول الإرهاب، أنا أعتقد أننا قمنا بتأثير هائل في هذا الأمر، لا يمكن أن ندع ذلك يحدث، لا يمكن أن ندع تلك الدول الغنية جدًا تمول الإرهاب الإسلامي المتطرف، أو الإرهاب أيًا كان نوعه".بهذه الكلمات الحماسية خاطب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنصاره المتعطشين إلى انتصاِر ما بعد سلسلة من الإخفاقات التي يواجهها الرجل على الصعيد الداخلي، والتي قد تصل إلى تهديد وجوده في البيت الأبيض ذاته، يعيد ترامب هنا التلميح بما صرح به قبل ذلك، ويتماهى مع الخطاب السعودي – الإماراتي الذي يتهم الدوحة بدعم الإرهاب وتمويله.كان ترامب قد اتخذ منذ بداية الأزمة خطًا مناوئًا لقطر، فنسب – في سلسلة تغريدات وصفت بالصادمة – الفضل لنفسه في تحركات دول الخليج ضد قطر قائًلا: «خلال زيارتي للشرق الأوسط أكدت ضرورة وقف تمويل الأيديولوجية المتطرفة، والقادة أشاروا إلى قطر – انظر!».. «من الجيد رؤية أن زيارتي للسعودية مع الملك – سلمان بن عبدالعزيز- و50 دولة تؤتي ثمارها. قالوا إنهم سيتخذون نهجًا صارمًا ضد تمويل الإرهاب، وكل المؤشرات كانت تشير إلى قطر. ربما سيكون هذا بداية النهاية لرعب الإرهاب».وبالرغم من أن البيت الأبيض والمؤسسات الأمريكية قد سعوا إلى احتواء آثار تلك التصريحات والتراجع عنها – كما سنذكر لاحقًا – إلا أن ترامب ما لبث أن عاد لمهاجمة قطر، خلال مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء الروماني، قائًلا: «دولة قطر للأسف قامت تاريخيًّا بتمويل الإرهاب على أعلى المستويات» مطالبًا الدوحة أن تتوقف عن تمويل الإرهاب فورًا.
لماذا ترفض المؤسسات الأمريكية حصار قطر؟لم يعد خفيًا أنّ ثمَّة شقاقًا بين ترامب من جهة، وبين المؤسسات الأمريكية – وزارتي الدفاع والخارجية – من جهة أخرى، فيما يتعلق بالتعامل مع الأزمة الخليجية، ففي حين لا يترك الرئيس فرصة من غير أن يكيل الاتهامات لقطر كما ذكرنا، فإن أغلب مؤسسات إدارته تميل إلى الحياد الإيجابي، الأقرب إلى الجانب القطري، فهي ترفض الحصار، وتدعو إلى حل الأزمة بالسبل الدبلوماسية، كما تطالب الدول المحاصرة أن تكون مطالبها معقولة وقابلة للتنفيذ.ولا تمل المؤسسات الأمريكية من التأكيد أن قطر شريك رئيس في مكافحة الإرهاب، نافية بذلك اتهامات المحاصرين للدوحة، وقد تسارعت الإشارات التي تشي باستمرار التعاون الاستراتيجي بين الدوحة وواشنطن بالرغم من الأزمة، فسافر وزير الدفاع القطري خالد العطية إلى واشنطن لإتمام صفقة طائرات بمليارات الدولارات، كما استضافت المياه الإقليمية القطرية مناورات مشتركة بين البحرية الأمريكية ونظيرتها القطرية، وكأن لسان الحال يقول: إذا كانت قطر داعمة للإرهاب، فكيف للأمريكيين أن يتعاونوا معهم كل هذا التعاون، ويبيعوا لهم كل هذه الكميات من السلاح؟تعد الدوحة حليفًا عسكريًا واستراتيجيًا للولايات المتحدة، وتستضيف قاعدة العديد الجوية، وهي أكبر معقل ومخزن استراتيجي للقوات الأمريكية في الشرق الأوسط بأسره، تحتضن أكثر من 100 طائرة، وتستضيف أكثر من 11 ألف عسكري أمريكي، وهي تمثل القيادة المركزية للقوات الجوية الأمريكية ومركز العمليات الجو – فضائية.أما فيما يتعلق باستضافة قطر لقيادات من حماس وطالبان، وهما اللتان تصنِّفهما الولايات المتحدة حركات إرهابية، فلا يبدو أن تلك الخطوات بمعزل تمامًا عن رضى الأمريكيين، فواشنطن تسعى دومًا إلى إبقاء خطوط الاتصال مفتوحة حتى مع ألد أعدائها، وإبقائهم تحت السيطرة قدر ما تستطيع، وقد أعلن رئيس الوزراء القطري السابق حمد بن جاسم صراحة في لقائه مع فضائية أمريكية أن استضافة قطر لقيادات من طالبان كان بطلب أمريكي لرعاية مفاوضات بين الجانبين.فلماذا إذًا يجتهد ترامب كل هذا الاجتهاد في توجيه الاتهامات لقطر، متماهيًا مع الموقف السعودي – الإماراتي على غير هوى إدارته؟الإجابة البسيطة قد تحملها بقية كلمات الرئيس الأمريكي في المؤتمر الجماهيري الذي ذكرناه حين قال واصفًا قمة الرياض وما تمخضت عنه:كانا أعظم يومين في حياتي، وأظن أن بعضكم قد شاهد ذلك على التلفاز، لقد قلت لهم من أجل أن أذهب، فقط لأذهب، فقد تفاوضنا من أجل أن يدفعوا مليارات الدولارات، حقًا مليارات، سنصنع أشياء في دولتنا، في مصانعنا، وبأيدي عمالنا، ولأجل دولتكم، ولقاء ذلك دُفعت مئات المليارات من الدولارات للشركات الأمريكية، إن هذا مهم جدًا بالنسبة لي، فنحن نريد تلك الوظائف حقًا.يمكننا إلى جانب التفسير السابق أن نضيف بعضًا من الأجزاء إلى الصورة كي نراها بشكل أوضح، واشنطن بوست تحكي كيف لعبت الإمارات سرًّا دور الوسيط لخلق قناة سرية بين ترامب وبوتين، وقبل أن يتسلم الأول مهام منصبه رسميًّا رئيسًا للولايات المتحدة، كان هناك علاقات قوية تربط بين أسرة ترامب بأسرة رجل الأعمال الإماراتي النافذ حسين سجواني، وتربط بين الرجلين بشكل خاص، وأحاديث حول محاولة شركة داماك الإماراتية تقديم عروض لترامب بمليارات الدولارات، سفير الإمارات المثير للجدل يوسف العتيبة يروج للأمير بن سلمان في واشنطن علي حساب الأمير بن نايف، ثم أحاديث متواترة عن أن خطوة عزل بن نايف كانت بعلم ترامب شخصيًا، فيما لم تعلم بها المؤسسات الأمريكية. يبدو من الواضح إذًا أن ثمة لوبي إماراتيًا – سعوديًا ذا قوة في واشنطن، وهو يراهن على ترامب بشكلٍ شخصيّ، وإذا أخذنا بجدية تلك التقارير التي تتحدث عن فشل ترامب السابق في الحصول على صفقات تجارية مربحة مع قطر قبل انتخابه رئيسًا، وبأنها قد تكون قد لعبت دورًا في موقفه من الأزمة، يمكن أن نفهم بسهولة لماذا يفلح هذا اللوبي في الوصول إلى قلب ترامب فيما يخفق في التأثير في عقول رجاله.




أخر تحديث : 2016 | تصميم : lai_nassim@hotmail.fr

الرئيسية - من نحن - اتصل بنا