متابعات * ملفات * تحقيقات * شؤون عالمية * رياضة * مقالات * حوارات * كاريكاتير

Share on Google+



عدد الأسبوع



ملفات ساخنة

طائرة تجسس صامتة بدون طيار

هذه الدول تنشر التشيّع في الجزائر !

هل خطّط بومدين لاغتيال ملك المغرب؟



استفتاء

ßíÝ ÊÞíøã äÊÇÆÌ ÇáÑÈíÚ ÇáÚÑÈí¿

Ü ÏãøÑ ÚÏÉ ÈáÏÇä ÚÑÈíÉ

Ü ÍÞÞ äÊÇÆÌ ÑÇÆÚÉ

Ü äÊÇÆÌå ÊäÞÓã Åáì ÓáÈíÉ æÃÎÑì ÅíÌÇÈíÉ



الخوف من الخوف

الخوف من الخوف

بقلم: مزوار محمد سعيد

من منا لا يخاف؟ كل أفراد الإنسانية يخافون، فإن لم يكن معظم الوقت، ففي فترة بعينها على الأقلّ، وهذا ما يجعل الخوف حاضرًا في الوعي البشري لزومًا، بينما يكمن الاختلاف في مدى وقوعه ومدة بقائه وأسباب حضوره من فرد لآخر؛ هناك من يخاف الليل والظلمة، لذا تجده محبًّا للنور وقهر الظلام متى حلّ وأينما ارتحل، وهناك من يخاف الحشرات، وآخر يخاف الفشل والخيبات، وغيرهم كثيرون، لكل منا خوفه ومصدره الذي يتملكه إن ما حضرت أسبابه أو تكوّنت بيئته؛ وللخوف درجات أيضًا، وعتبات بلا أي شك، وهو يحمل اختلافات تستقيم على طريق الوضوح وفق تقديرات الإنسانية المختلفة، فلا ينفع أن يصبح الفرد مكابرًا أمام الخوف، كون أن هذا الأخير هو قاهر الكل في لحظات بعينها، وهو الذي يصنع الأعاجيب والألاعيب أيضًا؛ يمكننا تصنيف الخوف في خانة "الشحنة" المعنوية التي تتضاعف عندما تصيب الإنسان وتتمكن منه، وهذا ما يولّد اضطرابًا للخائف، معطلًا بذلك زوايا مختلفة من التفكير الذي ينتج الكثير من الأعراض التي تتعاظم، مؤديًا إلى وقوع الخائف ضمن دائرة العشوائية، فتقود هذه الحالة إلى ارتكاب الأخطاء، معطية بذلك الفرصة للوقوف على عتبة ارتباك البشر وضياع نظامهم المعنوي، تاركًا المجال للعصبية، وسوء التقدير سواء للظروف أو للمواقف·كثير من بني البشر يضيع حياته في لحظة خوف، وكثير منهم يلزمه ذاك الخوف العابر ليضيع عليه فرصًا كثيرة في خضم حياته، وهناك مَن يتملكه الخوف الشديد، فبدل من أن يكون في لحظات عابرة، يصبح حياة قائمة بذاتها، حياة "الخوف"، فيخاف الإنسان من كافة الأمور، ليصبح مترددًا في كافة قراراته، وهذا بالضبط ما يجعل حياته أكثر ارتباكًا وأكثر عرضة للدمار والتعاسة؛ أمر طبيعيّ أن يخاف المرء، لكن الخوف هو مؤقت، هو كالحزن له سببه الذي يحدثه، وبزوال ذاك السبب يزول أيضًا، والإنسان السويّ هو الذي يضبط نفسه أثناء لحظات خوفه، فلا يقع ضحية تصرفات تؤدي به إلى ارتكاب بعض ما لن يستطيع إصلاحه·القلب الذي لا يعرف الخوف هو قلب يسكن روحًا عليلة، والمرء الذي يحمل قلبًا كهذا هو إنسان شقيّ، لهذا من المهمّ أن يقع الفرد في دائرة مراجعة بعض قناعاته، لأنه ليس كل من يوجع الروح هو غير مفيد لها كما يرى الصينيون القدامى·في بعض الحالات، الإنسان يقع ضحية خوف يولد صغيرًا ويكبر معه، يتحوّل إلى فوبيا أو رهاب، هي حالات تستعصي على أي تنويم مغناطيسي، ولا تخضع لشروط الواقع وتعاليم الحياة، فيتحوّل المرء الخائف وفق هذه الآليات إلى متوحش، يسعى لإرضاء ارتباكه المتكرر، حيث يصبو إلى علاج ما هو فيه، لكنه لا يتمكن من ذلك بالمعنى الكلي للعلاج، مما يؤجج حالة "الضياع" المعنوي الذي يعيشها، مما يجعله حبيس تصوراته التي تولد بشكل استعجالي بداخله، ولكنها سرعان ما تتحوّل إلى أشباح تسكن عقله الباطني، لتبرحه ألمًا·هناك خوف ينتج عن الترهيب، وهو موجود حيث تقع فيه الكثير من الأفراد الذين يخضعون لعمليات تعذيب مبرمج، بل إن بعضهم يصيبه هذا النوع من الخوف الذي يكون مرضيًا بسبب إخضاعه لصدمات معنوية مؤلمة جدًّا، حيث كل صدمة تحمل نوعًا رهيبًا من حمولات التوحش؛ مما يدخل المعنوي الإنساني في حالات غياب، فتنتج بذلك حالات اضطراب جماعي في أحيان كثيرة، ناتجة عن مناظر لجرائم بشعة على سبيل المثال، كما يحدث في المناطق التي تتعرض لإبادة جماعية أو تصفيات عرقية، وهو خوف مرتبط بالمستقبل القريب للفرد، حيث إنه يخاف من الوقوع في حالة هو لا يرغب بالوقوع فيها من ناحية، ولا يملك الوسائل لتجنبها من ناحية أخرى، هو خوف ضد الإرادة العميقة للإنسان·للإنسان تفاعلاته، والخوف ليس استثناء، لهذا من الواضح سبب وقوع كل الأفراد فيه، لكن ليس بصورة مبالغة فيها، كون أنّ هذا الخوف قد يتحوّل إلى حالة مستعصية وغريبة إن ما وقع الإنسان الخائف هذا في زاوية الخوف من الخوف ذاته·




أخر تحديث : 2016 | تصميم : lai_nassim@hotmail.fr

الرئيسية - من نحن - اتصل بنا