متابعات * ملفات * تحقيقات * شؤون عالمية * رياضة * مقالات * حوارات * كاريكاتير

Share on Google+



عدد الأسبوع



ملفات ساخنة

طائرة تجسس صامتة بدون طيار

هذه الدول تنشر التشيّع في الجزائر !

هل خطّط بومدين لاغتيال ملك المغرب؟



استفتاء

ßíÝ ÊÞíøã äÊÇÆÌ ÇáÑÈíÚ ÇáÚÑÈí¿

Ü ÏãøÑ ÚÏÉ ÈáÏÇä ÚÑÈíÉ

Ü ÍÞÞ äÊÇÆÌ ÑÇÆÚÉ

Ü äÊÇÆÌå ÊäÞÓã Åáì ÓáÈíÉ æÃÎÑì ÅíÌÇÈíÉ



الوزير العروبي.. وعقدة الفلسطينيين في لبنان

الوزير العروبي.. وعقدة الفلسطينيين في لبنان

بقلم: فتحي كليب

هي ليست المرة الاولى التي يتعرض فيها وزير الخارجية اللبنانية ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل بشكل جارح للفلسطينيين في لبنان من خلال مواقف، وإن اعتاد عليها اللاجئون الفلسطينيون في لبنان امام كل حدث له علاقة بالمخيمات اوعلى علاقة بتطورات داخلية لبنانية، ولا نجد لها سببا الا في اطار السجالات والصراعات السياسية والطائفية والكسب المذهبي الرخيص..
فقد قال رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل خلال "مؤتمر الطاقة الاغترابية " المنعقد في نيويورك يوم 17 سبتمبر: "انا مع إقرار قانون منح المرأة الجنسية لأولادها لكن مع استثناء السوريين والفلسطينيين للحفاظ على ارضنا" وتابع يقول " انا مع حق المرأة المتزوجة من اجنبي بإعطاء الجنسية اللبنانية لأولادها لكن دستورنا وتركيبتنا لا يسمحان بمنح الجنسية إلى ٤٠٠ ألف فلسطيني".
مجرد الحديث في محفل اغترابي قد يعطي الوزير باسيل عذره، والجميع يعلم معنى الاغتراب اللبناني واهميته بالنسبة للاحزاب التي ترى باغترابها مادة دسمة على اكثر من مستوى سياسية ومادية. لكن ما نجد لمعالي الوزير العذر هو ان يضع معلومة مضللة وغير صحيحة ويبني عليها مواقف واستنتاجات ليست موجودة على ارض الواقع.. والمفارقة ان الوزير يعلن مواقفه هذه بشأن منح الام اللبنانية جنسيتها لأبناءها في محفل اغترابي جميع اعضاءه لا يحملون الجنسية اللبنانية ويحملون جنسية بلد آخر..

لعبة شد الحبال
قد نعتبر مثل هذه التصريحات جزء من لعبة شد الحبال الداخلية التي تستوجب على الدوام تجميع كل الاوراق والانطلاق بها في عملية هجومية في وجه الخصوم والحلفاء، وايضا امام القاعدة الشعبية التي تتنازعها العديد من التيارات السياسية، وكل منها يسعى إلى استحضار اوراق قوته. ودائما ما يكون الفلسطينيون في لبنان هم احد هذه الاوراق، خاصة وانهم بنظر البعض حالة ضعيفة لا يترتب على العابث بها، كذبا وتحريضا مسموما، اية نتائج ومسؤوليات.. وهذه قضية يجب ان تكون برسم جميع القوى والتيارات الفلسطينية المطالبة بوضع حد لكل من ييعتقد ان الفلسطيني اصبح مكسر عصا او خاصرة رخوة يمكن لهذا وذاك ان يعبث بها ساعة يشاء..  خاصة وانها ليست المرة الاولى التي يكون فيها اللاجئون الفلسطينيون في لبنان هدفا لرماح قادة التيار الوطني الحر وغيره، رغم ان هذا التيار لم يكن جزءا من الحرب الاهلية اللبنانية ولا توجد عداوات سابقة مع الفلسطينيين، بل ان التيار الوطني الحر، وهنا الدهشة والغرابة، يعلن تحالفه مع المقاومة في لبنان وتعتبر مواقفه من القضية الفلسطينية بشكل عام متقدمة عن غيره لجهة دعم حقوق الشعب الفلسطيني الوطنية.. وهنا تصح مقولة المناضل الراحل شفيق الحوت "مع فلسطين وضد الفلسطينيين".
ورغم مرور اكثر من ربع قرن على انتهاء الحرب الاهلية ودخول لبنان مرحلة السلم الاهلي، اقله من الناحية النظرية، يبدو ان علاقة الفلسطينيين ببعض القوى والتيارات اللبنانية لا زالت تحتاج إلى الكثير من العمل والجهد، خاصة وان بعض هذه القوى لا زالت تعيش وتتغذى على موروثات الحرب الاهلية وتاريخها الاسود لا لهدف سوى لإظهار وطنيتها وقوميتها انطلاقا من اشهار عداءها ليس للفلسطيني فحسب، بل لكل ما هو عربي وعروبي، بغض النظر عن مواقفها الآنية التي قد تتبدل بين لحظة واخرى وفقا لمسار التطورات الاقليمية. خاصة وان الإنطباع العام لدى الكثير من الفلسطينيين، هو ان صورتهم بنظر البعض انهم اعداء للبنانيين، نتيجة خطابات التحريض اليومي التي لا وظيفة سياسية لها الا الاستثمار الشعبي على مستوى الطائفة الواحدة، والا كيف نفسر ان رفض اقرار الحقوق الانسانية جاء من قبل معظم القوى السياسية المسيحية، وهي المعنية بالدرجة الاولى في الانفتاح والتعاون بينهم وبين الفلسطينيين.

حسابات..
رغم ان موضوع الجنسية لابناء المرأة اللبنانية، مطروح منذ فترة وعقدت لأجله العديد من الندوات والمؤتمرات ونظمت اعتصامات عدة بشأنه، وهو اليوم محمول على اكتاف قوى وهيئات وتيارات نسائية وحقوقية ومؤسسات مجتمع مدني ليس من بينها أي جهة رسمية فلسطينية، لكنه ليس موضوعا على جدول اعمال القوى السياسية في لبنان راهنا، الا ان اثارته اليوم من زاوية توطين الفلسطينيين في لبنان وبشكل مبالغ فيه انما يهدف إلى تحقيق امور قد لا يعرفها الكثيرون خاصة وان اثارة الموضوع يأتي بالتزامن مع ترشح العماد ميشال عون لانتخابات رئاسة الجمهورية..
فالمشروع الذي يتحدث عنه وزير الخارجية يتعلق بإعطاء الحق للمرأة اللبنانية كي تمنح الجنسية لابنائها، وهذه مسألة وان كانت بديهية في اي دولة تحترم العدالة والقانون والانسان، الا انها في لبنان تزج في البازارات السياسية، كأي قضية مطلبية ومحقة في هذا البلد. وكان الاولى بالوزير ان يطلعنا على عدد النساء اللبنانيات المتزوجات من فلسطينيين، وهم على كل حال ليسوا بالعدد الذي يثير الذعر، كما يحاول الوزير ان يصور وكأن خطرا داهما يهدد الكيان اللبناني، بل كان الاجدى به دعوة اللبنانيات لعدم الزواج من فلسطينيين نظرا للخسائر المترتبة على هذا الامر لجهة امكانية فقدان لبنان لهويته وتركيبته..
من حقك يا معالي الوزير ان تقبل او ترفض منح المرأة اللبنانية الجنسية لابنائها، خاصة المتزوجات من فلسطينيين، لكن تمهل قليلا ولا تلعب بالارقام.. لأن هذه مسألة قد ترتد على صاحبها وهي سلاح ذو حدين. وعلى سبيل المثال: هل بامكان لبنان ان يعتمد الرقم الذي اعلنته كرقم رسمي، خاصة وان وكالة الغوث والجامعة الامريكية اعلنا بشكل مشترك من خلال دراسة بحثية ان العدد لا يتجاوز 200 ألف نسمة. وحتى لو سلمنا جدلا بما قلت بأن العدد هو 400 ألف فلسطيني فهل هذا العدد كله مرشح للتوطين من خلال جنسية المرأة اللبنانية وكم من هذا العدد متزوج من لبنانيات، ام ان الامر مجرد مواقف لا وظيفة سياسية لها الا في اطار مسلسل التحريض المتواصل ضد الفلسطينيين والمخيمات لتحقيق مكاسب سياسية وطائفية واستخدام هذه المسألة كصندوقة انتخابية وصندوق بريد حتى لو كان هذا الامر يشكل إساءة كبيرة وجارحة إلى الفلسطينيين.




أخر تحديث : 2016 | تصميم : lai_nassim@hotmail.fr

الرئيسية - من نحن - اتصل بنا