متابعات * ملفات * تحقيقات * شؤون عالمية * رياضة * مقالات * حوارات * كاريكاتير

Share on Google+



عدد الأسبوع



ملفات ساخنة

طائرة تجسس صامتة بدون طيار

هذه الدول تنشر التشيّع في الجزائر !

هل خطّط بومدين لاغتيال ملك المغرب؟



استفتاء

ßíÝ ÊÞíøã äÊÇÆÌ ÇáÑÈíÚ ÇáÚÑÈí¿

Ü ÏãøÑ ÚÏÉ ÈáÏÇä ÚÑÈíÉ

Ü ÍÞÞ äÊÇÆÌ ÑÇÆÚÉ

Ü äÊÇÆÌå ÊäÞÓã Åáì ÓáÈíÉ æÃÎÑì ÅíÌÇÈíÉ



إنه الربيع الفلسطيني

إنه الربيع الفلسطيني

بقلم: الدكتور صالح النعامي

مرة أخرى يتبين خطر حسابات الصهاينة وبؤس رهاناتهم على خيارات القوة في تعاطيهم مع الشعب الفلسطيني ومقاومته. فقد تبين فشل إستراتيجية «العصا والجزرة» التي بلورها وزير الحرب الصهيوني أفيغدور ليبرمان. فقد سعت هذه الإستراتيجية إلى دق أسفين بين المجتمع الفلسطيني ومقاومته من خلال الإعلان عن جملة من «المغريات» الاقتصادية لمناطق الضفة الغربية التي لا ينطلق منها مقاومون ينفذون عمليات ضد الأهداف الصهيونية، في مقابلة قائمة من العقوبات الجماعية ضد المناطق الأخرى. فقد تبين أن الشعب الفلسطيني يرفض ابتداء فكرة التعايش مع الاحتلال ومستعد لدفع الثمن المطلوب من أجل اقناع الصهاينة بذلك. فهناك في تل أبيب من يخشى أن يمثل تطبيق هذه الإستراتيجية محفزا إضافيا لمبادرة المزيد من الشباب الفلسطيني لتنفيذ مثل هذه العمليات، كما دلل على ذلك انفجار الموجة الأخيرة. لقد أفرز انفجار عمليات المقاومة الفردية في أرجاء الضفة الغربية والقدس المحتلة، تحديات أمنية وسياسية وميدانية للمستوى السياسي الحاكم والمؤسسة الأمنية في تل أبيب، حيث أحرج هذا التطور رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو وكبار وزرائه، بعد أن سبق لهم الإعلان، بشكل تظاهري، عن انتصار تل أبيب على موجة من العمليات الفردية التي تفجرت في أكتوبر من العام الماضي. فقد تبين، وبخلاف ما ادعى نتنياهو، أن الإجراءات الأمنية والعقوبات الجماعية التي نفذها الكيان الصهيوني بشكل منهجي ضد الفلسطينيين لم تنجح في ردع الفلسطينيين عن استئناف تنفيذ هذه العمليات بعد فترة توقف استمرت عدة أسابيع. وقد أجبرت الموجة الجديدة من عمليات المقاومة عددا كبيرا من النخب الصهيونية على الدعوة لإعادة تقييم السلوك الصهيوني تجاه الشعب الفلسطيني. فحسب نير حسون، معلق الشؤون الفلسطينية في صحيفة «هارتس» فإن عمليات الطعن التي تفجرت فجأة في أرجاء الضفة الغربية والقدس المحتلة هي نتاج «سياسة العقوبات الجماعية التي تفرضها الحكومة الصهيونية على الفلسطينيين. ولفت حسون الأنظار إلى أن اتساع دائرة العمليات في القدس تحديدا يعد «ردا مباشرا» على القرارات التي اتخذها رئيس بلدية الاحتلال في المدينة نير بركات، والتي أهانت الفلسطينيين وقلصت هامش المناورة أمامهم. ولم يفت حسون الإشارة إلى أن بركات «يتصرف كما لو كان الفلسطينيين في القدس مجرد أطفال يريد أن يعلمهم آداب السلوك»، وهو ما دفع الفلسطينيين لتعليمه الدرس المطلوب. وحسب يوسي ميلمان، المعلق في صحيفة «معاريف»، فإن تفجر موجة العمليات يدلل على أنه لا يمكن «إجبار الفلسطينيين على التعايش مع الاحتلال وقبوله، محذرا من أن تواصل الواقع الحالي يمكن أن يستعدي عرب من خارج الأراضي الفلسطينية ضد الكيانا لصهيوني. وفي مقال نشرته صحيفة «معاريف»، اعتبر ميلمان أن الهدوء الذي شهدته الضفة الغربية خلال الأسابيع الماضية «ولد وهما لدى دوائر صنع القرار في تل أبيب بأن الفلسطينيين يمكن أن يقبلوا أن يواصل المستوطنون التصرف كما لو كانوا سادة الأرض في الضفة الغربية». وحسب ميلمان، فإن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تخشى أن تكون إسرائيل على موعد مع «الأسوأ» في المستقبل. وقد كان من اللافت الدلالات التي استخلصها ميلمان في إقدام الشاب الأردني سعيد عمرو، الذي استشهد الجمعة قبل الماضي لدى محاولته تنفيذ محاولة طعن في القدس المحتلة، حيث اعتبر أن هذا الحدث يحمل دلالات خطيرة. فقد أشار ميلمان إلى أن هذا قد جاء بعد عدة أسابيع على تنفيذ شاب أردني آخر عملية طعن أخرى في منطقة «غور الأردن». ويحذر ميلمان من أن تواصل الجمود السياسي إلى جانب الاستيطان قد يشجع المزيد من الأردنيين على اقتفاء أثر عمرو، مما قد يهدد نسق العلاقة القائم حاليا بين الكيان الصهيوني والأردن. وقد تبين بالنسبة كثيرين في إسرائيل أن تفجر عمليات المقاومة الفردية يدلل على عدم واقعية الانشغال الصهيوني بمواجهة مواقع التواصل الاجتماعي وتعليق رهانات مبالغ فيها على الخطوات التي قامت بها حكومة نتنياهو مؤخرا، سيما نجاحها في اقناع موقعي «فيسبوك» و»يوتيوب» بحذف عشرات الصفحات والحسابات الفلسطينية. وخلال مؤتمر نظم في تل أبيب أواخر الأسبوع الماضي حول دور مواقع التواصل الاجتماعي في التحريض على العمليات، قال معلق الشؤون الفلسطينية آفي سيخاروف إن التركيز على دور مواقع التواصل الاجتماعي في التحريض على «العنف مبالغ فيه»، مشيرا إلى أن الفلسطينيين سيواصلون تنفيذ العمليات بغض النظر عن وجود مواقع التواصل الاجتماعي. قصارى القول، لقد تبين بشكل لا يقبل التأويل أن الرهانات الصهيونية على خيار القوة لم تؤث ثمارها. وفي الوقت ذاته، فإن انفجار هذه الموجة من العمليات يدلل على بؤس التحركات التي تقوم بها بعض الأطراف العربية الإقليمية والتي هدفت بشكل واضح وصريح إلى فرض قيادات على الشعب الفلسطيني تكون أكثر استعدادا للتفريط بالحقوق الوطنية الفلسطينية. إنه الربيع الفلسطيني الذي سيشكل بداية واعدة لإعادة ترتيب الأولويات بما يتفق مع الوجهة الصحيحة للبوصلة الوطنية والقومية بعكس ما ترغب تل أبيب والعاملين لحسابها.




أخر تحديث : 2016 | تصميم : lai_nassim@hotmail.fr

الرئيسية - من نحن - اتصل بنا